الجامعة تستضيف المؤتمر الدولي حول الأمن المائي والغذائي في مواجهة تغير المناخ: التحديات والفرص

أخبار
WFCC 2025
الجامعة تستضيف المؤتمر الدولي حول الأمن المائي والغذائي في مواجهة تغير المناخ: التحديات والفرص

استضاف مركز التميّز للأمن الغذائيّ والاستدامة في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بنجاح المؤتمر الدولي حول الأمن المائي والغذائي في مواجهة تغيّر المناخ: التحديات والفرص بالشراكة مع وزارة البيئة والتغيّر المناخي، ووزارة البلدية وعدد من الشركاء المحليّين والعالميّين. وحضر المؤتمر سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغير المناخي، و الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا ووفد رفيع المستوى من الشخصيّات ونخبة من الباحثين وصنّاع القرار وروّاد الصناعة لمناقشة حلول مبتكرة للتحديات المرتبطة بالأمن المائي والغذائي نتيجة تغيّر المناخ استجابة لأهداف التنمية المستدامة العالميّة التي وضعتها الأمم المتّحدة ومنها الهدف الثاني وهو القضاء التام على الجوع، الهدف السادس وهو المياه النظيفة والنظافة الصحيّة والهدف الثالث عشر وهو العمل المناخيّ.

ضمّ المؤتمر كلمات رئيسيّة ألقاها كل من السيّد حمد هادي الهاجري مساعد مدير إدارة الأمن الغذائي في وزارة البلدية، والبروفيسور والتر ليل فيلهو من جامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية في ألمانيا، والبروفيسور جيفري ج. مكدونيل من المعهد العالمي لأمن المياه، والبروفيسور رونالد كورستاني من جامعة كرانفيلد. كما شمل المؤتمر جلسات نقاش رفيعة المستوى بمشاركة متحدثين متميزين، من بينهم ممثلين عن وزارة البيئة والتغير المناخي، بالإضافة إلى ورش عمل تقنية عملية تهدف إلى تطوير المهارات في مجالات بارزة، مثل تأثير التغير المناخي على الموارد المائية، والابتكارات في التقنيات الزراعية المستدامة، والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق الأمن الغذائي العالمي.

وخلال المؤتمر تمّ الإعلان عن تأسيس الفصل الوطني الشبابيّ للمنتدى العالميّ للأغذية في قطر، وهو الأوّل من نوعه في الشرق الأوسط، مما يشكل إنجازًا هامًا في مساعي الاستدامة التي يقودها الشباب. يرأس هذا الفصل السيد عبد الرحمن الكواري، وهو طالب في السنة الرابعة في تخصص الهندسة الكيميائية في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا. وتعكس هذه المبادرة جهود التعاون بين وزارة البلدية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومستشارين من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا .

يعدّ الفصل الوطني الشبابيّ للمنتدى العالميّ للأغذية في قطر منصة رائدة تهدف إلى تمكين الشباب من قيادة الجهود نحو أنظمة غذائية مستدامة. وتتوافق هذه المبادرة مع مهمة منظمة الفاو في إشراك وإلهام الشباب لإيجاد حلول مبتكرة تدعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي والقدرة على التكيف مع التغير المناخي وتعزيز الاستدامة المجتمعية.

وأكد سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغير المناخي، أن المؤتمر الدولي حول الأمن المائي والغذائي في مواجهة تغير المناخ: التحديات والفرص، الذي تشارك فيه الوزارة بوصفها شريكاً استراتيجياً، يمثل منصة حيوية تجمع الخبراء والباحثين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات المتزايدة التي يفرضها تغير المناخ على الأمن المائي والغذائي.

وأشار سعادته إلى أن مساهمة الوزارة في هذا المؤتمر بوصفها شريكاً استراتيجياً تأتي تأكيدًا على التزام دولة قطر بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستجابة لتغير المناخ، بما ينسجم مع رؤية الدولة في حماية البيئة ودعم الاستدامة.

وأوضح سعادته أن الوزارة تولي أهمية خاصة لخطة التكيف الوطنية، التي تمثل خارطة طريق شاملة لمواجهة تحديات تغير المناخ، حيث تركز على تعزيز مرونة القطاعات الحيوية، مثل المياه والزراعة، من خلال تنفيذ إجراءات فعالة تشمل تحسين إدارة الموارد المائية، ودعم الزراعة المستدامة، والحفاظ على النظم البيئية الساحلية.

وعلّق الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، على هذا الحدث قائلاً: "إن استضافة هذا المؤتمر تعكس التزامنا بدعم البحث العلمي والابتكار بما يتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر وأهداف الأمم المتّحدة للتنمية المستدامة. ومن خلال جمع نخبة من الخبراء وصنّاع القرار والطلاّب من مختلف أنحاء العالم، نسعى إلى التأكيد على الدور الرياديّ البارز الذي تقوم به دولة قطر في تسخير العلم والأبحاث لإيجاد حلول تساهم في تحقيق الأمن المائي والغذائي والقدرة على مواجهة تحديات تغيّر المناخ. كذلك يسلّط المؤتمر الضوء على دور الجامعة في تخريج مواطنين عالميين مسؤولين.  فباعتبارنا جامعة تطبيقيّة، نعمل على تطوير معرفة طلاّبنا وصقل مهاراتهم ليساهموا في تقديم حلول مبتكرة تشكّل أساس التنمية المستدامة للأجيال المقبلة."

وقال كازوكي كيتاوكا، مدير مكتب الشباب والمرأة في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو): "يسعدنا أن نرى المؤتمر الدولي حول المياه والأمن الغذائي في مواجهة تغير المناخ يشرك ويمكّن القادة الشباب من خلال تعزيز الابتكار وإعطاء الأولوية لتعليم العلوم. أؤمن بأن تزويد الشباب بالأدوات اللازمة لمعالجة التحديات الملحة التي تواجه أنظمتنا الزراعية والغذائية هو أمر ضروري لبناء مستقبل أفضل، وضمان الغذاء للجميع، اليوم وغدًا. لا شك أن الفصل الوطني الشبابيّ للمنتدى العالميّ للأغذية  في قطر سيساهم في تعزيز هذه المهمة بشكل أكبر، من خلال تحفيز العمل المحلي وتحقيق تأثير عالمي، بفضل العقول المبدعة لشباب قطر."

وكان من أبرز فعاليات المؤتمر مسابقة الشباب العربي، التي تمّ تقديم 106 مقترحات للمشاركة فيها، وسلطت الضوء على مشاريع ابتكارية حول الأمن الغذائي والمائي، وجمعت بين شباب مبدعين من مختلف الدول العربية. ضمّت المسابقة مشاركين من السعودية وفلسطين وعُمان والجزائر ولبنان وقطر ومصر والإمارات، حيث قدموا عروضًا ومشاريع تناولت تأثيرات تغير المناخ والأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية.

وعن فئة البكالوريوس فاز بالمركز الأوّل كلّ من حسيب طارق وعادل عبدالحميد من جامعة قطر  عن مشروعهم الخاص بتصنيع غشاء بطباعة ثنائية الأبعاد لتطبيقات الريّ الزراعيّ المستدام.  والمركز الثاني كان لمحمد حامد كردي وسامح مختار عبدالقدير من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا عن مشروعهم المحاصيل المقاومة للمناخ: تعزيز الأمن الغذائي من خلال المزج بين البيوتشار والبكاشي. وفي المركز الثالث فاز كلّ من مايار الجوهاريا وبلقيس الخيالي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقيّة من عمان عن مشروعهم تصنيع كبسولات الأسمدة من نفايات الرخام.

وعن فئة الدراسات العليا المركز الأوّل كان من نصيب سارة مفردج من جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر عن مشروع تحسين زراعة الأزولا والعدس المائي في أحواض مؤتمتة لإنتاج علف مواشي مغذٍّ ومنخفض التكلفة في الجزائر.  أمّا المركز الثاني فكان لكلّ من ليان حلمي وميّاس محمد عثمان من الجامعة العربية في بيروت، لبنان، عن مشروعهم إزالة الملوثات من المياه باستخدام أوراق الطماطم كمادة امتصاص. والمركز الثالث كان من نصيب كلّ من زخرف عاصم وزينب الكحلوت من جامعة قطر عن مشروعهم تأثير المعايير التشغيلية على إنتاج بروتين الخلية الأحادية العالي القيمة من مخلفات الخضروات.

وتناولت ورش العمل والجلسات التدريبية في المؤتمر مواضيع بارزة مثل الزراعة المتّصلة باستخدام إنترنت الأشياء لإدارة المياه وتطبيقات تعلّم الآلة في تحقيق الأمن الغذائي، مما جعل دور التكنولوجيا بارزاً في تطوير الحلول المستدامة.

كذلك سلّط المؤتمر الضوء على دور مركز التميّز للأمن الغذائيّ والاستدامة في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا الرائد في البحث التكنولوجي والابتكار في مجال الاستدامة. ويمتد المركز على مساحة تزيد عن 10,000 متر مربع، ويضم مختبرات متطوّرة ومشاتل بحثية، بالإضافة إلى أنظمة الزراعة المائية والري الذكي. ويعمل المركز على تحسين زراعة الخضروات والتمر، وتطوير أنظمة الدفيئة الزراعيّة، والحفاظ على صحة التربة. كما يدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لدعم إدارة الثروة الحيوانية وضمان إنتاج مستدام للحليب واللحوم، إلى جانب حلول ذكية لمراقبة وإدارة الموارد الجوفية في قطر.