تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية:
جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا تنظّم أول مؤتمر من نوعه في دولة قطر حول "الابتكار والتقدّم التكنولوجيّ من أجل الاستدامة"
تحت رعاية وبحضور معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، نظّمت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، أعمال "المؤتمر الدوليّ للابتكار والتقدّم التكنولوجيّ من أجل الاستدامة"، في حرم الجامعة برعاية تقنية من معهد مهندسي الكهرباء والالكترونيات (IEEE) الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
حضر حفل الافتتاح عدد كبير من أصحاب السعادة والشيوخ والوزراء، وسعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغيّر المناخي الذي كانت له كلمة الافتتاح؛ وسعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني ممثل دولة قطر الدائم لدى الأمم المتحدة والسيّد Haoliang Xu ، الأمين العام المساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذين شاركوا افتراضيّاً عبر كلمة فخريّة، وسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة رئيس مجلس أمناء الجامعة وأعضاء المجلس؛ والدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وكبار المسؤولين من داخل الدولة وخارجها ومتخصّصين في مجالات الأمن الغذائي والبيئة والطاقة والاقتصاد والتقنيات الرقمية إلى جانب كوكبة من الأكاديميين والباحثين والطلاب وكذلك ممثلين من الهيئات الحكومية في الدولة وشركاء الجامعة.
وشارك في المؤتمر خمس أكاديميّون وباحثون ذو شهرة عالميّة وخبرة كبيرة في مجال الابتكار، التكنولوجيا والاستدامة وهم:
البروفيسور كمال يوسف التومي، أستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الولايات المتحدة الأمريكية؛ الدكتورة نازية مينتز حبييب، مديرة مركز الأبحاث في جامعة كامبريدج، المملكة المتّحدة؛ البروفيسور بلقاسم حبه، نائب رئيس أديا سيليكون فالي، الولايات المتحدة الأمريكية؛ والبروفيسور محمد اللاشمي، رئيس ونائب المستشار في جامعة تورنتو متروبوليتان، كندا؛ والبروفيسور ريحان صادق، عميد تنفيذي معاون ونائب الرئيس للشؤون الأكاديميّة، جامعة كولومبيا البريطانية، أوكاناجان، كندا. يمثل هذا المؤتمر الدولي محفلاً للباحثين والأوساط الأكاديمية والطلاب وصنّاع السياسات ومطوري الصناعة والمسؤولين الحكوميين لاستكشاف أفكار وتقنيات وأدوات جديدة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة في مجتمعاتنا، وذلك لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
وعلى هامش المؤتمر، افتتح معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، المعرض المصاحب والذي يسلط الضوء على المبادرات والمشاريع التي تطلقها الجامعة وشركاؤها ومطوري الصناعة لتعزيز الاستدامة في دولة قطر والعالم.
يُبرز المؤتمر الدولي رؤية قطر الوطنية 2030، كما يهدف إلى إيجاد مسار يضمن تحقيق التنمية المستدامة وتحسينها من خلال تقديم واعتماد أحدث التقنيات والحلول المبتكرة إلى جانب الخروج بتوصيات تتعلق بالسياسات من شأنها تعزيز وتحقيق هدف "إقامة مجتمع مستدام".
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب معالي الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، عن سعادته بهذا المؤتمر وقال: "تحرص وزارة البيئة والتغير المناخي على تشجيع استخدام التطورات التكنولوجية في دعم وحماية البيئة، وإجراء وتقييم الدراسات اللازمة لحماية البيئة، وذلك من منطلق الإدراك التام بأهمية مجال البحث والتطوير في المساهمة بتنمية البيئة واستدامتها، سواء ضمن استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي أو خطة العمل الوطنية لدولة قطر بشأن التغير المناخي، والتي جعلت التكنولوجيا والبحث والتطوير عاملاً أساسيّاً من عوامل التمكين لتنفيذ خططنا واستراتيجياتنا، حيث يمكن للابتكار أن يوفر حلولا من شأنها المحافظة على بيئة مستدامة في دولة قطر."
كما أعربت سعادة الشيخة علياء بنت أحمد آل ثاني، ممثل دولة قطر الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمتها عن سعادتها بالمشاركة في هذا المؤتمر وقالت:" إنّ عالمنا اليوم يواجه أزمات متعدّدة الأوجه ساهمت في تعقيدها جائحة كوفيد 19 والتضخّم وأعباء الدين والآثار السلبيّة لتغيّر المناخ والنزاعات في العالم. لقد بات واضحاً الآن أنّ العلم والتكنولوجيا يشكلاّن منصّة راسخة يرتكز عليها التوافق وتنسيق الجهود والمواقف عند التصدّي للقضايا المعقّدة كما أظهرته لنا الجهود المتعدّدة الأطراف الهادفة الى إدارة جملة أمور ومنها تغيّر المناخ، جائحة كوفيد 19 والمياه والطاقة المتجدّدة."
ومن جانبه، قال السيّد Haoliang Xu، الأمين العام المساعد في برنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ:" أهنئكم على هذه المبادرة ونشكر دعوتكم لبرنامج الأمم المتّحدة الانمائيّ. إنّ الشراكة الاستراتيجيّة التي نضطلع بها مع دولة قطر من خلال وزارة الخارجيّة القطريّة وصندوق قطر للتنمية تركّز على مستقبل التنمية ووضع حلول مبتكرة مع المجتمعات المحليّة بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة."
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا: ”بداية، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن خالص الامتنان والتقدير لمعالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لرعايته الكريمة لهذا المؤتمر الكبير، والذي يأتي في سياق الجهود المبذولة لتحقيق إنجازات رفيعة المستوى تعكس الدور القيادي الذي تضطلع به الدولة ومؤسّساتها التعليميّة ومختلف القطاعات في تناول قضايا الاستدامة. لقد أبدت قطر التزاماً قوياً بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، والذي ينعكس بدوره في رؤية قطر الوطنية التي تعمل على تحويل الدولة إلى مجتمع متقدم قادر على تحقيق التنمية المستدامة بحلول العام 2030."
وأضاف: "نفخر أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا هي أول مؤسسة تعليمية وطنية تطبيقية في الدولة، ونؤكّد على التزامنا بقضايا الاستدامة أكان ذلك من خلال مناهجنا الدراسيّة التي تؤسّس الطلاّب على هذا المبدأ المهمّ أو من خلال المشاريع والأبحاث التطبيقيّة التي نقوم بها وأيضاً من خلال البنى التحتيّة في الجامعة التي تضع الاستدامة كأولويّة بارزة. ولذلك نسعى دائماً إلى تعزيز التميّز في كلّ خطوة نتّخذها تماشياً مع رؤيتنا ورسالتنا، وبما يساهم في عملية الابتكار والتنمية المستدامة التي نطمح إلى تحقيقها يداً بيد مع الأكاديميين والباحثين والطلاب وكذلك الوزارات والهيئات الحكومية وشركاء الجامعة خدمةً لأهداف التنمية المستدامة في دولة قطر والعالم."
وقد ضمّ المؤتمر حلقة نقاش من قبل برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي بقيادة شبكة مختبرات التسريع التابعة للبرنامج، وهي شبكة التعلم الأكبر والأسرع عالمياً في تناول تحدّيات التنمية المستدامة. وقد تحدّث المشاركون عن أهميّة هذه الشبكة التي أطلقت بالتعاون مع الوزارة الفدراليّة الألمانيّة للتعاون الاقتصاديّ والتنمية وصندوق قطر للتنمية في طرح طرق عمل جديدة وإيجاد حلول مبتكرة محليّاً للاستجابة بشكل عاجل وإعادة طرح مفهوم التنمية المستدامة في القرن الواحد والعشرين.
كذلك غطّى المؤتمر خمس محاور أساسية، وهي البيئة وتغير المناخ، والأمن الغذائي والاستدامة، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتجددة، وأيضاً التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة، إلى جانب بناء القدرات والحلول المبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن أبرز المواضيع التي يركّز عليها المؤتمر هي استعراض الإنجازات والمبادرات التي تقوم بها مختلف الجهات على الصعيدين المحليّ والدوليّ في مجال التنمية المستدامة، واستكشاف التحديات والفرص المستقبلية التي تتعلق بتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات بالإضافة إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في اعمال التنمية المستدامة.
وتضمّن المؤتمر عدد من الجلسات حول أحدث التطورات والمبادرات في مجال التنمية المستدامة. وقد ركز المحور الأول على "البيئة وتغير المناخ" من خلال تناول عدد من الموضوعات بما في ذلك: تغير المناخ بين التكيف وتخفيف الآثار، والنمذجة المناخية والبيئية، واستراتيجيات التحكم في تلوث الهواء والماء، وتصميم المباني المستدامة وعمليات التوسع الحضري الحديث، والأنظمة الفعالة بيئياً وتصميمها، والهندسة البيئية، والقضايا البيئية والوقاية منها، والجفاف وحرائق الغابات كأحد العوامل المحتملة لتغير المناخ والتدهور البيئي وكيفية التصدي له.
كما استعرض المحور الثاني العلاقة بين الأمن الغذائي والاستدامة بما في ذلك تقنيات الزراعة الذكية مناخياً، وتقليل خسائر ما بعد الحصاد، والتدخلات لتحسين إنتاجية التربة والمحاصيل، والزراعة باستخدام الدفيئات الزجاجية والزراعة المائية (تصميم الدفيئات الزجاجية وتحسينها)، وإدارة المياه الزراعية وأنظمة الري وأفضل ممارسات الإدارة في مجال الزراعة المستدامة.
استكشف المحور الثالث مصادر الطاقة المتجددة من خلال استعراض الأنظمة الكهروضوئية المبتكرة، والمفاعلات الحيوية لتطبيقات الطاقة، وتسخير الرياح البحرية لتطبيقات الطاقة، وتداعيات الطاقة المتجددة، ومراجعة حسابات الطاقة وتصميم المدن المستدامة، وتصميم أنظمة فعالة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتحديات ذات الصلة بتلك التقنيات.
وتناول المحور الرابع التكنولوجيا الرَقمية للتنمية المستدامة ومنها استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم المتعمق لتحقيق التنمية المستدامة ونظم الاستشعار والتحكم والميكاترونكس والأتمتة لتسهيل الوصول الى أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة. هذا إضافة الى إدارة مياه الشرب بمساعدة الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار واستخدامها لتحقيق التنمية المستدامة واستخدام علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات.
أمّا المحور الخامس والأخير فركّز على بناء القدرات والحلول المبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة. وتضمّن ذلك بناء القدرات والمستقبل التعليمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، تحويل النفايات إلى منتجات توفر قيمة مضافة وتقنيات معالجة مياه الصرف الصحي. كذلك تمّت مناقشة المعوقات الاقتصادية للتنمية المستدامة المسؤولية الاجتماعية وآثارها والاقتصاد الحيوي الدائري لتحقيق الاستدامة.
والجدير بالذكر أن جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا استضافت مسابقة "الشباب العربي للابتكار والتقدم التكنولوجي من أجل الاستدامة (2023)" خلال أسبوع الأبحاث والابتكار الذي نظّمته في حرمها قبل بدء المؤتمر.
وتهدف مسابقة الشباب العربي للابتكار والتقدم التكنولوجي من أجل الاستدامة (2023) إلى تطوير حلول مستدامة وعملية للدول العربية، في ضوء أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. وتمّ فتح باب الاشتراك في المسابقة للطلاّب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا من مختلف أنحاء الوطن العربي.
وشجّعت المسابقة المشاركين على تحديد مشكلة أو قضية لدراستها وتحليلها ومن ثم إيجاد حلول مستدامة لمعالجتها وذلك باستخدام التكنولوجيا من خلال التركيز على واحد أو أكثر من أهداف التنمية المستدامة.
وعملت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا من خلال استضافتها للمسابقة إلى خلق الوعي بالتحديات العالمية ودعم الشباب في جهودهم الرامية الى التفكير النقدي والتوصل إلى حلول مبتكرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التكنولوجيا.
وقد تمّ الإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقة "الشباب العربي للابتكار والتقدم التكنولوجي من أجل الاستدامة (2023)" خلال اليوم الافتتاحيّ للمؤتمر، حيثّ تمّ تكريمهم من قبل معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخليّة. وكان الفوز في المرتبة الأولى من حصّة المملكة العربيّة السعوديّة، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ل Nayara Vivian Huve Musskopf وعايشة الصمداني عن مشروعهم SandX and CarboSoil وهو يعتمد على تقنيتين مترابطتين لحماية التربة في المناطق الحارّة والجافة.
والمرتبة الثانية من مسابقة ITAS للشباب العربيّ، حصدها طلاّب من فلسطين، جامعة الأزهر وهما عبد الرحمن أكرم دعبور وروزانا سعد سُكَيك عن مشروعهم Rehope وهو جهاز محاكاة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من شلل دماغيّ.
وفي المرتبة الثالثة قطر وتحديداً من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، لريم النعيمي ونورين أحمد عن مشروعهم Smart White Cane وهي عصاً ذكيّة لمساعدة الضرير.